>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
أهلا وسهلا بك أخي الكريم حللت أهلا ووطئت سهلا ياهلا بيك بين أخوتك وأخواتيك وأن شاء الله تستمتع معانا وتفيد وتستفيد معانا وبأبتظار مشاركاتك وأبداعاتك سعدنا بوجودك وحياك الله
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
أهلا وسهلا بك أخي الكريم حللت أهلا ووطئت سهلا ياهلا بيك بين أخوتك وأخواتيك وأن شاء الله تستمتع معانا وتفيد وتستفيد معانا وبأبتظار مشاركاتك وأبداعاتك سعدنا بوجودك وحياك الله
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟

بدأنــا ،،بحبٍ ،، بشوقٍ ،، بانتظارْ ،،أملٌ يشدو في أعماقِنــا ،،،يُتَرْجِمُ رَوعَةً, , , , , نَحْلمُ بِصُعُودِ قِمَتِهَـــا ،،،وهـا نحنُ هنـــا ،،،خَطونــا خَطَواتٍ عِدَهـ ،،،لِنَصِلَ إلى مُبتغَى ،،، بَاتَ لهُـ شَوقٌ في دَواخِلِنَــا ،،،كإش
 
الرئيسيةالمجلة*أحدث الصورالتسجيلدخول
صدقة جارية علي روح أبي وأمي نسئلكم الدعاء لهم
ممنوع النسخ
ممنوع النسخ
مايو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
   1234
567891011
12131415161718
19202122232425
262728293031 
اليوميةاليومية
أعجبني

 

 الصدق أقوال وأحوال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
القائد
القائد
admin


عدد المساهمات : 443
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/08/2011
الموقع : https://mahmoud2011.roo7.biz/

الصدق أقوال وأحوال Empty
مُساهمةموضوع: الصدق أقوال وأحوال   الصدق أقوال وأحوال Icon_minitime2011-12-17, 11:39 pm


[size=12]
[b]





إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهديه الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . أما بعد ؛



فالصدق أساس الإيمان ، وروح الأعمال ، والعمود الذي يقوم عليه اليقين ، ودرجة الصدق تلي درجة النبوة ، فبعد النبيين يأتي الصديقون ، والصديقية : هي كمال الانقياد والإتباع للرسول – صلى الله عليه وسلم – مع مكال الإخلاص لله سبحانه وتعالى .



والصدق ليس كما يُظن أنه محصور بالقول والأخبار، بل هو في الأقوال ، وفي الأعمال ، وفي النيات ، وبحسب كمال الصدق في كل من هذه الأمور تكون مرتبة المرء في الصديقية .



وقد جاء في كتاب الله – تعالى – إضافة الصدق إلى أمور خمسة : " مدخل صدق ، ومخرج صدق ، ولسان صدق ، وقدم ،صدق ، ومقعد صدق " .



فقد أمر الله تعالى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يسأله أن يجعل مدخله ومخرجه على الصدق ، فقال : ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَاناً نَصِيراً )،،،[size=12]( الإسراء : 80 ) . كما أخبر عن خليله إبراهيم أنه سأله أن يهب له لسان صدق في الآخرين ، فقال عنه : ( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )،،( الشعراء : 84 ) . وبشر عباده بأن لهم عنده قدم صدق ، ومقعد صدق ، فقال : ( وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ )،،( يونس : 2 ). وقال Sad إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )،،،( القمر : 55- 54 ) .




































ففي الآية التي سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ربه " مدخل الصدق " و " مخرج الصدق " هو دخوله - صلى الله عليه وسلم – المدينة المنورة في هجرته ، وخروجه من مكة ، وصدقه - صلى الله عليه وسلم - في هذا الدخول بأن كان ابتغاءً لمرضاة الله ، ونشراً لدينه ، فأيده الله وأظفره ونصره ، فما إن وصل المدينة حتى نزل بقباء وقد خرجت المدينة كلها للاستقبال والتكبير يرج المدينة فرحاً بقدومه ، والوحي ينزل من السماء بالولاية والتأييد ( فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ )،،،( التحريم : 4 ) .



وقد رأى اليهود صدق بشارة " حبقوق " النبي : إن الله جاء من التيمان ، والقدوس من جبال فاران .



وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقباء بضع عشرة ليلة ، وأسس فيها مسجد قباء وصلى فيه ، وهو أول مسجد أسس على التقوى بعد النبوة . ثم دخل المدينة ، وكانت تسمى قبل ذلك بيثرب ، وهو على راحلته ، ولا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام راحلته ، حتى بركت في موضع المسجد النبوي اليوم ، وكانت من توفيق الله وتقديره أنها بركت في بني النجار ، وهم أخواله ، وفي نزول عليهم إكرام لهم ، ثم بنى مسجده في ذات المكان الذي فيه الناقة ، وشارك في بنائة بنفسه حيث كان ينقل اللبن والحجارة ، فما أصدقه من قائل !! وما أصدق من عامل !! وما أصدقه من داخل !!



ومن مداخل الصدق التي دخلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوفيق الله له وهدايته دخوله مكة فاتحاً في العام الثامن من الهجرة ، وقد نقضت قريش عهدها معه لما أعانت بني بكر بالسلاح على خزاعة وكانوا حليفاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - .



وفي الطريق قبل أن يدخل مكة ، وهو في مر الظهران ، خرج أبوسفيان بن الحارث وعبدالله بن أبي أمية ، ليتحسسا الأخبار فلقيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأبواء وهما ابن عمه وابن عمنه ، فأعرض عنهما لما كان يلقاه من شدة الأذى والهجو ، فقالت أم سلمه له : لا يكن ابن عمك وابن عمتك أشقى الناس بك ، وقال علي لأبي سفيان بن الحارث : أئت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - من قبل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف Sad قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ )،،،( يوسف : 91 ) . فإن لا يرضى أن يكون أحد أحسن منه قولاً ، ففعل ذلك أبو سفيان ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - Sad قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )،،،( يوسف : 92 ) . ثم أسلم أبو سفيان وحسن إسلامه .



ودخل الجيش الإسلامي مكة ، وكانت راية الأنصار مع سعد بن عبادة ، فلما مر بأبي سفيان قال له : اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ، اليوم أذل الله قريشاً . فلما حاذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا سفيان وأخبره بمقالة سعد ن قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" بل اليوم يوم تعظيم فيه الكعبة ، اليوم يوم أعزا لله فيه قريشاً ".( رواه البخاري ) .

ولما نصب الزبير راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحجون عند مسجد الفتح وضرب له هناك قبة ، نهض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار بين يديه ، وخلفه وحوله ، حتى دخل المسجد ، فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه ، ثم طاف بالبيت ، وفي يده قوس ، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنماً ، فجعل يطعنها بالقوس ، ويقول Sad وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً )،،،( الإسراء : 81 ) . ويقول Sad قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ )،،،( سبأ : 49 )



ثم دخل الكعبة ، ورأى ما فيها من الصور ، وفيها صورة إبراهيم وإسماعيل يستقسمان بالأزلام ، فقال :" قاتلهم الله ، والله إن استقسما بها قط " ( أي : ما استقسما..) . ورأى في الكعبة حمامة من عيدان ، فكسرها بيده ، وأمر بالصور فمحيت ، وأمر بلالاً أن يصعد فيؤذن على الكعبة .



فصدق الله في وعده ، وصدق رسول الله في مدخله ، وصدق الصحابة معه ، قال تعالى : ( لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً )،،،( الفتح : 27 ) .








اشتد إيذاء المشركين للمسلمين في مكة ، وفشا الإسلام فيها ، وتزايدت أعداد المسلمين ، ومعها تزايد تضييق قريش على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وان اتفقوا على أن يتعاقدوا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وبني هاشم وبني المطلب ، وحبس – عليه الصلاة والسلام – ومن معه في الشعب ، ومنعت عنهم الميرة ، واستمر هذا الحصار في شعب أبي طالب ثلاث سنين ، ثم مات أبو طالب ، وزوجته خديجة ، واشتد البلاء والأذى من سفهاء قريش ، فأذن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – للمسلمين بالهجرة إلى المدينة ، فبادر الناس إليها ، وتتابعوا في الخروج ولم يبق إلا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر وعلي ، حيث أقاما بأمره ، وجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى أبي بكر نصف النهار في ساعة لم يكن يأتيه فيها متقنعاً ، فقال له :" اخرج من عندك " فقال : إنما هم أهلك يا رسول الله ، فقال :" إن الله أذن لي في الخروج "، فقال أبو بكر : الصحبة يا رسول الله ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – " نعم " فقال أبو بكر : فخذ بأبي وأمي إحدى راحلتي هاتين ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " بالثمن " وأمر علياً أن ينام في فراشه تلك الليلة ، وخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى دخل الغار ، وبات المشركون يحرسون علياً فثاروا عليه فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره ، فبلغوا الجبل ، ثم اختلط عليهم الأثر ، فمروا بالغار ، ورأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فقال أبو بكر : يا رسول الله ، لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا ، فقال :" يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، لا تحزن فإن الله معنا ". وكان عبدالله بن أبي بكر يصبح مع قريش بمكة ، ويسمع ما يكاد لهما ثم يأتي إليهما حين يختلط الظلام ، أما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر ، فكان يرعى عليهما الغنم ، ثم يريحها عليهما إذا ذهبت ساعة من العشاء فإذا جاء الغلس ذهب من عندهما ، فمكثا ثلاث ليال حتى خمدت عنهما نار الطلب ، ثم جاءهما عبدالله بن أريقط بالراحلتين ، وكان عبدالله هادياً ، خريتاً ومعهما ابن فهيرة يخدمهما ، فلما يئس المشركون من الظفر بهما ، جعلوا لمن جاء بهما دية كل واحد منهما ، لمن قتله أو أسره ، فخرج سراقة بن مالك ابن جعشم عنها وراءهما ، بفرسه ورمحه ، حتى دنا منهما فعثرت به فرسه ، فخر عنها ، فا ستقسم بالأزلام ، فخرج له الذي يكرهه ، فركب الفرس وعصى الأزلام ، حتى اقترب منهما ، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقرأ وأبو بكر يكثر الالتفات ، فساخت يدا فرسه في الأرض حتى بلغت الركبتين ، فخر عنها ثم زجرها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة ، إذا لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان ، فاستقسم بالأزلام فخرج له الذي يكره بأنه لن يضرهم ، فنادهم بالأمان ، وقال : قد علمت أن الذي أصابني بدعائكما فادعوا الله لي ، ولكما علي أن أرد الناس عنكما ، فدعا له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأخبرهما ما يريد الناس بهم ، فكان في أول النهار جاهداً عليهما ، وفي آخره حارساً لهما ، فكان – عليه الصلاة والسلام – في مخرجه من مكة ، خارجاً منها مخرج صدق ، فكان ضامناً على الله – تعالى – فحفظه ورعاه ، وأيده ونصره .



وكان بعض السلف إذا خروج من داره رفع رأسه إلى السماء ، وقال :" اللهم إني أعوذ بك أن أخرج مخرجاً لا أكون فيه ضامناً عليك " ومعناه : ألا يكون المخرج الذي خرجه من بيته إلا مخرج صدق .

وقال تعالى Sad وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )،،،( النساء : 100 ) . فمن خرج من بيته قاصداً ربه ، وناصراً دينه ، لا لغير ذلك من المقاصد ، فقد حصل له الأجر على هذا المقصد ، وإن مات قبل أن يتمكن من نصره دين الله ، قال تعالى Sad وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الصِّدِّيقُونَ )،،،( الحديد : 19 ) .






وهذا ما سأله إبراهيم الخليل عليه السلام من ربه حيث قال تعالى عنه Sad رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ )،،،( الشعراء : 83 - 85 ) . كما أخبر الله عن سائر ذريته من الأنبياء والرسل – عليهم الصلاة والسلام – فقال Sad وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً ),,,( مريم : 50 ) . فإبراهيم وذريته – عليهم السلام ، قد جعل الله لهم لسان صدق ، ومعنى كونه " علياً " أي جميع الملل والأديان ، والمراد بــ " لسان صدق ": الثناء الحسن ، فلما كان إبراهيم من أهل الصدق ، وبلغ فيه أعلى مراتب الصديقية ، فجازاه الله من جنس عمله ، بأن أطلق ألسنة العباد بالثبات الصادق عليه . بل قد أثنى الله سبحانه وتعالى بالصدق على إسماعيل بن إبراهيم – عليه السلام – فقال Sad وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً )،،،( مريم : 54 ) . أي : اذكر محمد لقومك في هذا القرآن وصفة أبيهم إسماعيل ، فإن إسماعيل خرج منه الشعب العربي ، وهو أفضل الشعوب وأجلها ، فإن منهم سيد ولد آدم وكان إسماعيل عليه السلام لا يعد ربه عدة إلا أنجزها ما التزم عبادة قط بنذر إلا قام بها ووفاها حقها ...

روى ابن جرير – رحمه الله – بسنده عن سهيل بن عقيل ، أن إسماعيل النبي عليه السلام وعد رجلاً مكاناً أن يأتيه فيه ، فجاء ونسي الرجل ، فظل به إسماعيل وبات حتى جاء الرجل من الغد فقال : ما برحت من ههنا ؟ قال : لا ، قال : إني نسيت . قال : لم أكن أبرح حتى تأتيني فلذلك ( كان صادق الوعد ) .... ولهذا لما وعد من نفسه الصبر على ذبح أبيه له حيث قال الله عنه Sad سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ )،،،( الصافات : 102 ) . فصدق عليه السلام في وعده ، ووفى به ، فمكن أباه من ذبحه على ما في الذبح من إزهاق لروحه ، التي هي من أعز ما يملك. والصدق في الأقوال : استواء اللسان على القوال كاستواء السنبلة على ساقها ، وقد قال الفضيل بن عياض :" ما من مضغة أحب إلى الله من لسان صدوق ".

وانظر – رحمك الله – إلى خليل الرحمن عليه السلام إبراهيم كيف اعتذر عن الشفاعة للخلق يوم القيامة بين يدي الخالق بأنه كذب ثلاث كذبات فيقول : نفسي ، نفسي . وقد روى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات اثنتين منهن في ذات الله – عز وجل – قوله :" إني سقيم "، وقوله :" بل فعله كبيرهم " والثالثة كانت في شأن زوجته سارة حين اخبر الجبار أنها أخته وقال لها : " فلا تكذبيني "، وهو عليه السلام لم يكذب ، وإنما استعمل المعاريض المحتملة لأمرين ، وهي القول الذي يعتقده السامع كذباً ، وإذا حقق الأمر لم يكن كذباً ، فانظر إلى صدق هذا النبي بل إلى صديقيته ، لما اعتبر هذه المعاريض من الكذب واعتذر بها عن مقام الشفاعة العظمى .

وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – كمال الإيمان مشروط بالصدق في كل شيء ، حتى فيما يتساهل فيه الناس من المزاح والمراء ، فقال :" لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقاً " ( رواه أحمد والطبراني ) . ولفظه عند أبي يعلى يرويه عن عمر مرفوعاً :" لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقاً "..

ومما يتساهل فيه بعضهم ما يعد به الصبيان لينال به طاعتهم وانقيادهم له ، ثم هو يخلفهم في ذلك . روى أبو داود في سننه والبيهقي وابن أبي الدنيا – رحمهم الله – عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه قال :" دعتني أمي يوماً ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – قاعد في بيتنا ، فقالت : تعال أعطك ، فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :" أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة ").

وصدق واللسان من شيم أصحاب الهمم والعزائم وأخلاقهم ، خلافاً لأهل الكذب والرياء والمداهنة ، فإن الصادق لا يرضى لنفسه حتى التورية واستعمال المعاريض ، بل هو يتحمل تبعة صدقه ، ويعلم يقيناً أن الصدق أنجى له وأنفع ، وإن لحقه لصدقه ألم وأذى وابتلاء في بادئ الأمر ، فإنه يقول الحق ولو كان في موقف يرى أنه لا ينجيه منه إلا الكذب ، واسمع قول كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف مع من تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في غزوة تبوك ثم جاء المعتذرون بأعذارهم ، أما هو فلم يكذب ولم يعرض ، ولكنه صدق في قوله فأنجاه الله به ، وقبل توبته ، وقال :" والله يا رسول الله إنما أنجاني الله بالصدق ، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت .. قال : فو الله ما علمت أن أحداً من المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى يومي هذا أحسن مما أبلاني الله به ، والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى يومي هذا ، وإني لأرجو الله أن يحفظني فيما بقي . قال كعب : والله ما أنعم علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ". وقد أنزل الله في كعب والذين معه ، ممن صدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في تلك النازلة قوله Sad يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ )،،،( التوبة : 119 ) .





وهو بشارة الله لعبادة المؤمنين بالجنة ، لما قدموه من إيمان بالله واليوم الآخر ، ولما قدموه من أعمال صالحة تثبت صدق إيمانهم ، فقال تعالى Sad وَبَشِّرْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ )،،،( يونس : 2 ) .

وأرفع مقام يقدمه صاحب " قدم الصدق " أن يقدم نفسه في سبيل الله ، يشتري بها رضوان الله وجناته ، فقال تعالى Sad مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً )،،،( ألأحزاب : 23 – 24 ) . فعلامة صدق الإيمان وكماله أن يقدم نفسه في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله ، وهؤلاء الصادقين هم أهل الثبات عند اللقاء والطمأنينة في القلوب ، أما أهل النفاق فهم أهل الكذب والريبة ، والتذبذب ، والتردد ، كما قال تعالى في الآية قبل هاتين Sad وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً )،،،( الأحزاب : 22 ) .

المنافق جبان ، خائف متردد ، متذبذب ، لا يقر له قرار ولا يسكن له قلب ، والمؤمن شجاع آمن ، ثابت كأنه جبل رأس ، يتقدم بروحه وجسده ، يرجو الله واليوم الآخر ، وعن الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – قال : " حفظت من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – " فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة " ( رواه الترمذي وصححه الألباني ) .

وفي السنة الصحيحة ، جاءت الأحاديث في فضل المشي والغدوة والروحة في سبيل الله ، فعند البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال :" لغدوة في سبيل الله أو روحة ، خير من الدنيا وما فيها ". وروى مالك والبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً إلى النبي – صلى الله عليه وسلم - :" تكفل الله لمن جاهد في سبيله ، لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله ، وتصديق بكلماته ، أن يدخله الجنة ، أة يرده إلى مسكنه بما نال من أجر أو غنيمة ". وروى الطبراني عن عمرو بن قيس الكندي قال : كنا مع أبي الدرداء منصرفين من " الصائفة : هي غزوة الروم سميت بذلك لأنهم كانوا يغزونهم في الصيف خوفاً من البرد والثلج في الشتاء .

ولما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى مكة ، وصار اليهود والمنافقون يشككون المسلمين في صلاتهم وفي إيمانهم ، ويلقون عليهم الشبه والا عتراضات على ذلك الحديث العظيم ، فبين الله لعباده المؤمنين الصادقين في أعمالهم الذين قدموها إيماناً وتصديقاً بالله ولرسوله ، أن المشرق والمغرب كله لله ، وليس جهة خارجه عن ملكه وإرادته .



وإن المقصود ليس هو مجرد التوجه إلى المشرق أو إلى المغرب وإنما المقصود الأعظم هو امتثال طاعة الله ، والأيمان به وباليوم الآخر وتقديم البرهان على ذلك ، على أن يكون بالأعمال الصالحة والإحسان إلى الخلق والصبر على الأقدار والمصائب ، قال تعالى Sad لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ )،،،( البقرة : 177 ) .











وهو دار الكرامة التي أعدها الله لعباده المتقين ، ودار فضله ورضوانه وجوده وإحسانه ، كما قال تعالى Sad وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً )،،،( النساء : 122 ) .فلما صدقوا بموعود الله ، وآمنوا بدار الخلد ، وعملوا لها ، جازاهم الله بالمثل فصدقهم الله بالجزاء ، فأدخلهم دار النعيم المقيم ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، من المآكل والمشارب اللذيذة والمناظر والمشاهد العجيبة ، والأزواج من نساء الدنيا وحور الجنة الجميلة ، والدور والقصور المزخرفة المنفية ، والأشجار المتدلية ، والفواكه الدانية ، والأصوات الشجية ، والنعم السابغة ، وتزاور الإخوان ، وتذاكرهم ما كان منهم ، وهم على آرائك الجنان ، وقد نزعت الأحقاد والأغلال من صدورهم ، وحل فيها المحبة والصفاء ، والود والوئام ، وفوق ذلك كله ، وأجل من ذلك كله ، تمتع الأرواح بالقرب من باريها ، وتلذذ العيون بالنظر إلى وجه خالقها الكريم ، وتشدق الآذان بسماع خطابه وكلامه ، فيا لله ، ما أتم هذا النعيم الذي لولا تثبت الله لأهله لطاروا ، وانخلعت قلوبهم ، وماتوا فرحاً وزهوراً .

وقال الله تعالى Sad فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى( الليل : 5 7 ) . أي من أدى ما أمر بإعطائه وأدائه من حقوق العبادة وحق الله ، وابتعد عن كل ما نهاه الله عنه من المحرمات والمعاصي ، تصديقاً منه بما أعده الله من الثواب والنعيم ، فسييسر الله له الخير ، وقد قال بعض السلف : من ثواب الحسنة الحسنة بعدها .

وصاحب مقعد الصدق لا تجده يجلس مجلساً في الدنيا إلا وهو مجلس يذكر فيه الله سبحانه وتعالى ، إما أن يذكر الله فيه خالياً ، وإما أن يذكر الله فيه في ملأ ، أما مجالس الكفر والمعاصي ، التي يستهان فيها بالله ، أو يستهزأ فصاحبها من أبعد الناس عنها ، وعن حضورها ، فإما أن يغير الحضور في ذلك المجلس حديثهم فيبقى معهم ، وإما أن ينصرف عنهم ويتركهم ، فإنه إذا قعد معهم على حالهم الذي هم عليه من المعصية أو الكفر ، فإنه يكون مثلهم ، فإن بقاءه يعني إقراره ورضاه ، والمقر أو الراضي بالكفر والمعصية كالفاعل لهما . كما قال تعالى Sad وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً )،،،( النساء : 140 ) . وقال Sad وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )،،،( الأنعام : 68 ) .

وأهل " مقعد الصدق " عند الله يوم القيامة ، هم الذين قعدوا لأعدائه ، ورابطوا في سبيله ، إعلاء لكلمته ، قال تعالى Sad فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :" رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها ، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها .." متفق عليه . وعن أبي سعيد ألخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" أفضل الجهاد عند الله يوم القيامة الذين يلتقون في الصف الأول فلا يلتفتون وجوههم حتى يقتلوا ، أولئك يتلبطون في الغرف من الجنة ، ويضحك إليهم ربك ، وإذا ضحك ربك إلى قوم فلا حساب عليهم " رواه الطبراني وحسنه الألباني . ويتلبطون معناه : يضطجعون ...







وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين








تم بحمد الله

هذا العمل منقول من مراجع





هذا العمل أن كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطاء أو سهواً أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله إن أذكركم به وأنساه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mahmoud2011.roo7.biz
 
الصدق أقوال وأحوال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟ :: الآسلاميات :: الآحاديث والسيرة المحمدية-
انتقل الى: