لآنبياء عليهم الصلاة والسلام

هو عليه السلام من ذرية سام بن نوح ، أرسله الله – عز وجل – إلى السومريين في العراق ليدعوهم إلى عبادة الله ، فجادل وناقش ملكهم النمرود الذي يدعي الألوهية ، وحطم إبراهيم عليه السلام أصنام قومه، وجعل الفأس في رأس كبيرهم ليبين لهم عجزهم ، وتبين للقوم عجزها ، ومع ذلك استمروا في ضلالهم وقرروا حرق سيدنا ابراهيم عليه السلام ، وألقي في النار ، فجعلها الله برداً وسلاماً على إبراهيم عليه السلام ، وبعد كل هذا الجهد لم يؤمن به إلا زوجه سارة ، ولوط ابن أخيه ، فهاجر بهما إلى بلاد الشام .

أرسله الله إلى أهل نينوى ، وهم الآشوريون ، فدعاهم إلى عبادة الله وحده ، فلم يؤمنوا ، فضاق بهم ، وغضب وسافر في سفينة ، فأرد الله أن يعطيه درساً لعدم صبره ، فاضطربت السفينة ، وكادت تغرق ، فقرر من عليها أن يقترعوا على من يرمونه في البحر تخفيفاً ، فوقعت القرعة على يونس عليه السلام ثلاثة مرات ، فرموه في البحر ، والتقمه الحوت بأمر من الله ، فندم يونس عليه السلام على فعله ، وتسرعه ؛ وتاب إلى ربه ، فغفر له ، فنبذه الحوت في العراء وهو سقيم ، وعاد إلى قومه ، فدعاهم ، وكانوا قد ندموا على عنادهم ، وتابوا إلى الله .

هو عليه السلام ابن أخ سيدنا إبراهيم عليه السلم وآمن به ، وهاجر معه إلى الشام ، وبعثه الله إلى أهل سدوم جنوب البحر الميت ، وكانوا يعدون من أفجر الناس ، وأكفرهم ، وابتدعوا فاحشة لم يسبقهم لها أحد ، وهي إتيان الذكور ( فعل اللواط ) وأرسل الله إلى لوط عليه السلام ملائكة في هيئة بشر ، فهرع الكفار إليهم يريدون الفاحشة بهم ، فصدهم لوط عليه السلام ، وطمأنته الملائكة ، وأمرته بمغادرة البلدة مع أهله ليلاَ لينزل الله بهم العذاب صبحاً . فرفعتها الملائكة إلى السماء فجعل الله عاليها أسفلها ، وأمطر عليهم حجارة .

أرسله الله إلى بعض بلاد الشام ، وتذكر بعض المصادر أنه بعث غلى أهل بعلبك ولبنان ، وكانوا يعبدون صنماً اسمه : بعل : فدعاهم إلى عبادة الله فكذبـوه .

هو عليه السلام يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ، وبعث لبني إسرائيل ، وكان يعقوب عليه السلام يحب ابنيه الصغيرين ، وهما : بنيامين ، ويوسف ، أكثر من غيرهما عطفاً عليهما لوفاة أمهما راحيل ، ثم أخذه إخوته ، وألقوه في البئر ، وعادوا بقميصه وعليه دم كذب إلى أبيهم ، وقالوا : لقد أكله الذئب ، ولكن أباهم لم يصدقهم ، ومر به قوم ، وأخرجوه من البئر ، وذهبوا به إلى مصر .

أرسله الله إلى بني إسرائيل ، وكان كثير المال والأهل ، فسلب منه ذلك ، وابتلي في جسده بأنواع البلاء ، ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر الله بهما ، وتخلى عنه الجميع إلا زوجته ، واستمر البلاء به 18 عاماً ثم شفاه الله ، واستمر يتنقل في شمال سوريا يدعو إلى عبادة الله .

هو نبي لبني إسرائيل ، وطالبه بنو إسرائيل بالقتال ، وأن يعين عليهم ملكاً ليقاتلوا تحت رايته وقيادته ، فاختار لهم طالوت ، فماطلوا في البداية لفقر طالوت ( وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة ) سورة البقرة 248 . فلما تحققت تلك المعجزة انصاعوا ، واجتمعوا تحت قيادته ، وكان قد حدث قتال بين بني إسرائيل وبين العمالقة بقيادة جالوت .

كان طالوت قد وعد أن من يقتل جالوت يعطيه نصف ملكه ، ويزوجه ابنته ، واستطاع داود عليه السلام أن يقتل جالوت الجبار بواسطة حجارة ومقلاع ، وكان داود عليه السلام غلاماً حدثاً في جيش طالوت ، وأضطر طالوت أن يزوجه ابنته ، ويعطيه نصف ملكه ، وتنازل عن الملك لداود عليه السلام ، فآتاه الله النبوة إضافة إلى الملك وأنزل عليه كتاب ألزبور ، وكان عليه لا يأكل إلا من عمل يده ، وكان يعمل حداداً .

هو سليمان بن داود عليهما السلام ، تابع جهاد والده ، وأخضع اليمن ، وتزوج ملكتهم بلقيس ، وقد أبقاها على اليمن خاضعة له ، وقد آمنت بالله مع أكثر قومها بعد أن كانوا يعبدون الكواكب والشمس ، ودل عليهم الهدهد ، ومن إعماله تجديد المسجد الأقصى ، وقد دعا لنفسه ، فاستجاب الله له ، وسخر له الريح والإنس والجن ، وعلمه لغة الحيوان .

من أنبياء بني إسرائيل ، ولم يجدا من قومهما إلا التمادي في الطغيان والضلال واستمرا في الدعوة إلى الله حتى كان مقتلهما عليهما السلام .

هو من أنبياء بني إسرائيل ، ولد في " بيت لحم " بفلسطين ، والدته هي مريم العذراء التي تربت في بيت النبي زكريا عليه السلام زوج خالتها ، وعرفت بالعفة والطهارة ، وحملت به من غير أب بأذن الله ، أقام في الناصرة في فلسطين ، أخذ يدعو إلى عبادة الله ، وآتاه الله كتاب الإنجيل ، وكان من معجزاته شفاء المرضى ، وإبراء الأكمه وإحياء الموتى بأذن الله ، ولازمه الحواريون في الدعوة ، وتآمر بنو إسرائيل على قتله ، فسلموه إلى حاكم فلسطين الروماني بيلاطس ، فأراد القضاء عليه صلباً ، ولكن الله نجاه ، حيث شبه لهم بغيره ، ورفعه الله إليه .

أرسله الله إلى بني إسرائيل ، وإن الفراعنة بدئوا بقتل ذكور بني إسرائيل لأن إلا إسرائيليين أشاعوا أنه سيأتي لهم ابن يقضي على فرعون وقومه ، ولقد أنجاه الله من الذبح حيث ألقته أمه بعد ولادته بأمر من الله في البحر داخل الصندوق ، فوصل إلى قصر فرعون ، فاتخذه ولداً عندما أصرت زوجته آسيا على ذلك ، وكان فرعون محروماً من الإنجاب ، فتربى وشب في قصر فرعون ، وكبر موسى عليه السلام ، وحدث قتال بين قبطي وإسرائيلي فوكز موسى عليه السلام القبطي وقتله ، وكان موسى قوي البنية ، وعلم موسى عليه السلام أن خبره قد انتشر ، فهرب إلى بلاد مدين ، وهناك ساعد فتاتين على سقي أغنامهما ، فعرض عليه أبوهما شعيب أن يزوجه إحدى ابنتيه مقابل أن يعمل عنده ( 8 - 10 ) سنوات ، فتم ذلك وقرر موسى عليه السلام أن يعود بأهله إلى مصر ، وفي منطقة سيناء أوحى الله إليه ، وبعثه إلى فرعون وقومه ، ودعنه الله بأخيه هارون عليه السلام ، و دعا موسى عليه السلام فرعون إلى الله ، فكذب وعصى ، وادعى أنه هو الله ، وأن معجزات موسى عليه السلام ( اليد البيضاء ، الحية ) سحر بعد أن تغلب على سحرة فرعون ، وقد بان لهم ما كانوا عليه من الباطل ، فآمنوا بالله ، فصلبهم فرعون ، وقتلهم ، وزاد بطشه لبني إسرائيل ، فعاقبه الله بالقحط ، وسنوات عجاف ، ولكنهم لم يرتدعوا ، واشتد ظلم فرعون وطغيانه ، فأمر الله نبيه موسى عليه السلام أن يهاجر بقومه إلى الشام ، فلحقهم فرعون وجنوده ، فألجأهم إلى البحر ، فضرب موسى عليه السلام البحر بعصاه بإذن الله ، فأصبح طريقاً سهلاً فعبر وقومه ، وعندما حاول فرعون وجنده العبور ، عاد الماء فغرقوا وأهلكهم الله ، ووصل موسى عليه السلام وقومه إلى الضفة الأخرى بأمان ، ثم طلب اليهود من موسى عليه السلام طعاماً ، فأنزل الله لهم المن والسلوى ، ووصلوا السير حتى جبل سيناء ، فصعد موسى عليه السلام ، الجبل ، وأقام عليه ( 40 يوماً ) حيث كلمه الله ، وأنزل عليه التوراة والوصايا المكتوبة في ألوح من حجر ، ثم عاد إلى قومه ، فوجدهم يعبدون عجلاً صنعوه من حليهم الذهبية ، فغضب ، وتخلص منه ، وأمر الله موسى عليه السلام تبليغ اليهود أن يقتل بعضهم بعضاً عقاباً لهم ، وأخبرهم بأن الله كتب عليهم التيه، والضياع في صحراء سيناء ( 40 عاماً )، وتوفي هارون عليه السلام ، ثم توفي موسى عليه السلام خلال هذه الفترة .

أرسله الله إلى قوم عاد ، وهم عرب سكنوا في منطقة الأحقاف / حضرموت ، وكانوا أصحاب قوة ومال ، فعمروا وشادوا وزرعوا ، ثم عتوا من أمر ربهم ، فأرسل لهم هوداً عليه السلام ، وهو منهم ، فكذبوه وكثروا وانتشروا حتى إن قحطان بن عاد وذريته انتشروا في اليمن ، واستمروا في طغيانهم وعقوقهم حتى أهلكهم الله بريح صرصراً عاتية ، وكانت عليهم سبع ليال ، وثمانية أيام حسوماً .

أرسله الله إلى قبيلة ثمود ، وهم عرب سكنوا في منطقة ( العلا ) بين المدينة ، وتبوك ، وعبدوا الأصنام ، فدعاهم غلى التوحيد ، فرفضوا ، ثم طلبوا منه ساخرين أن يخرج لهم ناقة من صخرة صماء ليؤمنوا ، فحقق الله المعجزة ، ومع ذلك استمر أكثرهم على الكفر ، فقتلوا الناقة ، وبعد ثلاثة ايام جاءتهم صيحة من السماء شديدة فأهلكتهم .

أرسله الله إلى أهل مدين أصحاب الأيكة ، سكنوا شمال غرب الجزيرة العربية ، وكانوا فاسدين ، عرفوا بقطع الطريق ، وأنقاض الكيل والميزان ، وعبدوا شجرة ضخمة وسط الأيكة ، فدعاهم شعيب عليه السلام إلى توحيد الله ، فكذبوه ، واستمروا في تكذيبه ، فأباد الله جماعة منهم بعذاب الصيحة ، وجماعة أخرى بعذاب يوم الظلة .

نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه ، ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تم بحمد الله

هذا العمل منقول من مراجع

هذا العمل أن كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطاء أو سهواً أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله إن أذكركم به وأنساه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته