>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
أهلا وسهلا بك أخي الكريم حللت أهلا ووطئت سهلا ياهلا بيك بين أخوتك وأخواتيك وأن شاء الله تستمتع معانا وتفيد وتستفيد معانا وبأبتظار مشاركاتك وأبداعاتك سعدنا بوجودك وحياك الله
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
أهلا وسهلا بك أخي الكريم حللت أهلا ووطئت سهلا ياهلا بيك بين أخوتك وأخواتيك وأن شاء الله تستمتع معانا وتفيد وتستفيد معانا وبأبتظار مشاركاتك وأبداعاتك سعدنا بوجودك وحياك الله
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟

بدأنــا ،،بحبٍ ،، بشوقٍ ،، بانتظارْ ،،أملٌ يشدو في أعماقِنــا ،،،يُتَرْجِمُ رَوعَةً, , , , , نَحْلمُ بِصُعُودِ قِمَتِهَـــا ،،،وهـا نحنُ هنـــا ،،،خَطونــا خَطَواتٍ عِدَهـ ،،،لِنَصِلَ إلى مُبتغَى ،،، بَاتَ لهُـ شَوقٌ في دَواخِلِنَــا ،،،كإش
 
الرئيسيةالمجلة*أحدث الصورالتسجيلدخول
صدقة جارية علي روح أبي وأمي نسئلكم الدعاء لهم
ممنوع النسخ
ممنوع النسخ
نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
أعجبني

 

 التوبة الصادقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
القائد
القائد
admin


عدد المساهمات : 443
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 01/08/2011
الموقع : https://mahmoud2011.roo7.biz/

التوبة الصادقة Empty
مُساهمةموضوع: التوبة الصادقة   التوبة الصادقة Icon_minitime2011-12-17, 11:56 pm




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن إلا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

،،،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )،،،( آل عمران : 102 ) .

،،،( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ )،،، ( النساء : 1 ) .

،،،( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )،،، ( الأحزاب : 70 – 71 ) .

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وأحسن الهدى هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلاله في النار .

أما بعد :-



فإن التوبة إلى الله هي حقيقة دين الإسلام ، وهي الطريق إلى تحصيل محبة الله – سبحانه وتعالى – فالتوبة أول درجات المرء إلى الوصول إلى جنة الخلد ، الدرجة الأولى للسير إلى دار الخلود ، وبلوغ مرتبة محبة الخلد ، فالمسلم يترقى في مرتبة التوبة ، والتي يكون قلبها قد انفلت فيها زمامه ، فعاث وعاش في حياته بغير غاية صحيحة ، وبغير بصيرة سليمة ، حتى يهديه الله إلى التوبة ، فيعيده إلى صواب ورشده ، وينعم عليه بصراطه ، فيسلك بعد التوبة إلى الله طريق العبودية له ، فإذا سلك هذا الطريق ، صار يبصر نعم الله عليه ، فيحمده ويشكره ، حتى يتنقل بين أنواع العبادات من صيام وحج وعمرة وجهاد وقيام وركوع وسجود ، ثم يتعدى الأمر بقيامه بالعبودية له ، سبحانه - في نفسه فيصير يأمر غيره بالتوبة إلى الله ، فإذا بلغ هذه المرتبة ، ووصل هذه المرتبة ، ووصل هذه المنزلة ، استحق البشارة من الله بالجنة ، وهذا هو قوله تعالى في سورة التوبة في صفات المبشرين بالجنة من المؤمنين حيث قال ،،،( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ )،،، ( التوبة 112 ) .



* فما التوبة ........... وما حقيقتها .

هذا ما ستجد الجواب عنه في هذه الرسالة ، فلا يحجزك عن قراءتها وفهمها هوىً ، أو شيطان ، لتسير بعدها على طريق العبودية الحقة ن وتسلك بها الجنة ، جعلني الله وإياك من أهلها .
حقيقة التوبة

يقول ابن القيم – رحمه الله – " فحقيقة التوبة " هي الندم ما سلف منه في الماضي والإقلاع عنه في الحال ، والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل ... والثلاثة تجتمع في الوقت الذي فيه التوبة ، فإن في ذلك الوقت يندم ، ويقلع ، ويعزم ، فحينئذ يرجع إلى العبودية التي خلق لها . وهذا الرجوع هو حقيقة التوبة ....

فالندم على الذنب ، أول حقائق التوبة ، فإن الندم هو الشعور بالألم والحسرة بعد اقتراب الذنب ، ويتضمن هذا الاعتراف والإقرار بأنه أخطاء في جنب الله تعالى ، وقد أقسم الله تعالى بالنفس التي تلوم على مافات من الخير والشر ، فقال تعالى ( وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) ( القيامة : 2 ) ، قال الحسن في تأويل الآية : هي النفس المؤمنة – والله – ما تراه إلا يلوم نفسه : ما أردت بكلمة كذا . وقال الفراء : ليس من بره ولا فاجرة إلا وهي تلوم نفسها : إن كانت عملت خيراً قالت : هلا زدت . وإن كانت عملت شراً قالت : ليتني لم أفعل .



وهذا الندم على الذنب عند المرء إن كان في الدنيا أورث صاحبه توبة ، وكلما كان الندم أشد ، وألمه ابلغ ، كان تكفير الذنوب به أرجى . أما إن لم يتدارك المرء نفسه بالندم على ما كان منها في الدنيا ، فإنه سيندم في الآخرة وحينها لا ينفعه الندم ، وسيكون ندمه أشد ألماً وحسرة ، ولكنه ندم عذاب إضافة إلى عذابه ، فيعذب نفسه بهذا الندم كما يعذب جسده بما ارتكبه من ذنوب وآثام ، قال تعالى (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ )،،(الزمر : 56- 58 ) ، وقال تعالى : ( وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )،،( يونس : 54 ) ، وقال تعالى (وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوْا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )،،( سبأ : 33 ) , وقال تعالى ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً )،، ( الفرقان : 27- 28 ) ، فهل ينفع الندم حينها ،،، بل كما قال تعالى ( وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ )،،( ص : 3 ) .

يقول الغزالي – رحمه الله – في علامات صحة الندم : فعلامة صحة الندم رقة القلب وغزارة الدمع . ومن علامته أن تتمكن مرارة تلك الذنوب في قلبه بدلاً من حلاوتها ، فيستبدل بالميل كراهية ، وبالرغبة نفرة ، كمن ينفر من عسل فيه سم ، ولون كان في غاية الجوع والشهوة للحلاوة ، فوجدان التائب مرارة الذنب كذلك يكون ، وذلك لعلمه بأن كل ذنب فذوقه ذوق العسل وعمله عمل السم ، ولا تصح التوبة ولا تصدق إلا بمثل هذا الإيمان .



وعن عبدالله بن معقل قال : دخلت أنا وأبي على ابن مسعود – رضي الله عنه – فقال له أبي : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : الندم توبة : قال : نعم ( ابن ماجه ) ثم إن هذا الندم على الذنب لا يكون ولا يقع من التائب إلا إذا استعظم ذنبه ، فإنه إذا استهان به لم يندم عليه ، وعلى قدر تعظيم الذنب يكون الندم على مقار فته ، فإن من استهان بإضاعة فلس – مثلاً – لم يندم على إضاعته ، فإذا علم أنه دينار اشتد ندمه ، من تعظيمه له ، فكلما استعظم العبد ذنبه ، صدقت توبته ، وتحققت صحتها ، وهذا الفرق بين المؤمن والمنافق ، أو بين العالم والجاهل عند الندم على الذنب ، فالمؤمن يستطيع الذنب ، وهو ينظر في ذلك إلى عظمة من عصاه ، وما فوته على نفسه من الجزاء ، قال ابن مسعود – رضي الله عنه – أن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقطع عليه ، يرى ذنبه كالجبل جاثم على صدره ، وإن الفاجر يرى ذنبه كذبابة وقعت على أنفه . وعن أنس – رضي الله عنه – قال : إنكم لتعملون إعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر ، إنا كنا نعدها على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الموبقات . وحتى لا يستهين المؤمن بالذنب ، فيستصغره ، فيصغر ندمه عليه ، فلا يتوب منه ، ولا يزال يجتمع عليه من هذه الصغائر التي لا يأبه بها ، أو لا يلقي لها بالاً ، حتى يكون فيها هلاكه ، روى أحمد والطبراني وغيرهما من حديث سهل بن سعد وعبدالله بن مسعود عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه ، وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضرب لهم مثلاً ، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سواداً وأججوا ناراً ، وأنضجوا ما قذفوا فيها .

فتعظيم الذنب وإن كان من الصغائر مدعاة إلى المسارعة بالتوبة منه ، لذلك كان من السلف من يرى الذنوب جميعها كبائر ، فعن أبي إسحاق الإسفرائيني أنه قال : الذنوب كلها كبائر ، وليس فيها صغائر : فإن المراد من ذلك أن لا يستهين بالمعصية للخالق – تبارك وتعالى – كما روي عن بلال – رضي الله عنه – لانتظر إلى صغر المعصية ، ولكن انظر إلى عظم من عصيت .


والتوبة الصادقة ، هي التي يخاف صاحبها عدم قبولها ، ويظن فيها أنه لم يؤد الذي عليه فيها ن فيتهم نفسه ، ويحاسبها ، هل كانت توبته خوفاً من الله ، وتعظيماً لحرماته ، وخشية لجلاله ، أم توبته كانت محافظة منه على منزلته ومكانته بين الناس أن يسقط جاهه بينهم إذا رأوه على معصيته تلك ، أو كانت توبته حرصاً على ماله أن يذهب في نفقته إياه على تلك المعصية ، أو ربما كانت توبته لأجل مايلاقيه من تعب وكد في تحصيل الذنب ، أو كانت توبته لضعف داعي المعصية لديه ، وذهاب نار الشهوة من قلبه ، أو لأنها تنافي ما هو عليه من طلب العلم والرزق فيخشى ذهاب منه ، وغير ذلك من الآفات والعلل التي تقدح في صحتها ، أو تنقص من كمالها .



وقد يلتفت القلب بعد التوبة أحياناً إلى الذنب ، فيتذكر لذته فيه ، فيتمناه وقد يثور عليه فيدعوه إلى العودة إليه ، فهذا أيضاً من العلامات الدالة على عدم تحقق التوبة لدى صاحبها ، بل أن طمأنينته بأنه قد تاب ، وثقته بذلك وكأنه أعطي صكاً بالمغفرة من ذنبه مما يقدح بصحة التوبة ، فالتائب لابد له من أن يظل على شفقة وقلق أن لأتقبل توبته ، أو أن تنتقص بعد ثبوتها ، فهي وإن قبلت وصحت في وقت ما ، فلعلها أن يخدشها أو يبطلها عمل ما للتائب ، قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )،،( المؤمنون : 57- 61 ) . فهم مع توبتهم من ذنوبهم وإيمانهم وعملهم الصالح ، مشفقون من الله خائفون من مكره بهم ، أن يكونون قد قصروا في تحقيق توبتهم ، وفي مسند أحمد عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت : يا رسول الله ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل ، قال : لا يا بنت الصديق ، ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله : وفي رواية الترمذي : لا يا بنت الصديق ن ولكنهم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون وهم يخافون الا يتقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات : فالتائب في خوف دائم ومستمر ، لا ينقطع ، ولا يزول ، إلى أن ينال الأمن التام المطلق في جنة الخلد كما قال – جل جلاله – ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمْ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ )،،( فصلت : 30 ) .

وهذا الخوف من عدم القبول ، يخلع قلب التائب ، ويقطعه ندماً ، مما كان قد قدم وصنع في جنب الله تعالى ، فالخوف الشديد من سوء العاقبة ، والحسرة الشديدة على ما فرط فيه ، تقطع قلبه ، في الدنيا إن كان قد تاب من ذنبه ، وفي الآخرة إن كان لم يتب في الدنيا من ذنبه ثم رأى عذاب الله تعالى ، وشاهد عقوبته على ما كان قدم ، فهو إما أن يتقطع قلبه في الدنيا توبة إلى الله ، وإما أن يتقطع قلبه في الآخرة إذا عاين عقاب الله .



قال ابن عينه - رحمه الله - في تفسير قوله تعالى ( لا يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ )،،(التوبة : 110 ) . قال - رحمه الله – تقطعها بالتوبة .

ومن علامات التوبة الصادقة أن التائب يجد في نفسه انكساراً ، وفي قلبه ذلاً ، لا يكون بجوع ، ولا بتدريب وهذا الذل والانكسار ينتفع به التائب بين يديه ، واستسلامه إليه ، وهو بهذا الذل والإخبات والخضوع لله – سبحانه – بعد توبته من ذنبه ، قد يكون أقرب إلى الله من كثير ممن لم يقارف كبيرةً من الكبائر الظاهرة كالزنا والخمر والسرقة ، ولازم الطاعات ، ثم هو يكون في حال من التعاظم على الناس ، بحيث يظهر على سلوكه وأقواله ، ويكون من الازدراء والاحتقار لأهل الكبائر الظاهرة ما قد يجعله في منزلة أحط منهم . عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : سمعت عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يوماً ، وخرجت معه ، حتى دخل حائطاً ، وسمعته يقول – وبيني وبينه جدار ، وهو في جوف الحائط -: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين ! بخ ! والله لتتقين الله ابن الخطاب ، أو ليعذبنك ، ( والحائط : هو البستان وقوله : بخ : كلمة استحسان للشيْ ورضا به ) فكان – رضي الله عنه – على مكانته ورفعة منزلته بين الناس ، لا ينظر إليها ، وإنما كان يأمر نفسه بتقوى الله ، ويتذلل بين يديه ، وهذا هو الفقه والفهم ، كما قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – فإن الرجل لو نظر إلى ذنوب الناس ومعاصيهم وعاينها ، فهو لا يرى نفسه خيراً منهم ، ولا بحال أرفع منهم ، بل هو يعود إلى نفسه فيتهمها ، ويحاسبها ، ويوبخها ، فعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله ، ثم يرجع إلى نفسه ، فيكون لها أشد مقتاً .
لـنـفـسـي أبـكي لـسـت لـغـيـرهـا
لـنـفـسي فـي نـفـسـي عـن الناس شاغـلُ

ومن أعظم ما يحقق التوبة من الذنوب أن يكون التائب بعد التوبة أحسن حالاً منه قبلها ، فلا يقتصر على مجرد ترك ما كان قد أجرم فيه ، وإنما يزداد اجتهاداً وحرصاً على عمل الصالحات ، قال تعالى وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * ِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً )،،( الفرقان : 68 – 71 ) . فمن أتبع بالسيئة الحسنة ، فقد حقق التوبة ، ومن استبدل بالمعصية العمل الصالح ، فقد صحت إنابته ، ولذلك لما جاء رجل إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – شيئاً ، فقال الرجل فانطلق ، فأتبعه النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلاً فدعاه ، فتلي عليه هذه الآية ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ )،،( هود : 114 ) فقال رجل من القوم : يا نبي الله ! هذه له خاصة ! قال : بل للناس كافة ، ( رواه مسلم وغيره ) .



فمن أقبل تائباً ، وقد قارف ذنباً ، فلابد أن يحقق توبته بأن يتبعها بالعمل الصالح من صلاة وذكر وبر ومعروف وإحسان حتى تصح التوبة .



وعن أبي طويل أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئاً وهو في ذلك لم يترك حاجة ولاداجة إلا أتاها ، فهل لذلك من توبة : قال : هل أسلمت : قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ، قال : تفعل الخيرات ، وتترك السيئات ؛ فيجعلهن الله لك خيرات كلهن ، قال وغدراتي وفجراتي ؛ قال : نعم ، قال : الله أكبر ، فما زال يكبر حتى توارى ( البزار والطبراني ) .

وهذا العمل الصالح الذي يعمله التائب بعد توبته من أكثر ما ينفع التائب للمحافظة على توبته وعدم نقضها .



ولله در ابن القيم – رحمه الله – حيث يقول في شرحه لمنزلة المحاسبة من كتابة مدارج السالكين : ومن منزلة المحاسبة يصح له نزول منزلة التوبة لأنه إذا حاسب نفسه ، عرف ما عليه من الحق ، فخرج منه ، وتنصل منه إلى صاحبه ، وهي حقيقة التوبة : فكان تقديم المحاسبة عليها لذلك أولى . ولتأخير عنها وجه أيضاً ، وهو أن المحاسبة لا تكون إلا بعد تصحيح التوبة .

والتحقيق : أن التوبة بين محاسبتين : محاسبة قبلها ، تقتضي وجوبها ، ومحاسبة بعدها تقتضي حفظها : أ ، هـ
وصلى الله وسلم على نبيه محمد وعلى آله وأصحابه ، والحمد لله رب العالمين


















نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل ، وأن يتقبل منا عملنا ويبارك لنا فيه ، ونعوذ به أن نشرك به شيئاً نعلمه ونستغفره لما لا نعلمه ؛ إنه سميع قريب مجيب .






وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين








تم بحمد الله



هذا العمل منقول من مراجع











هذا العمل أن كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطاء أو سهواً أو نسيان فمني ومن الشيطان وأعوذ بالله إن أذكركم به وأنساه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mahmoud2011.roo7.biz
 
التوبة الصادقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التوبة من الحرام
» حميل اسطوانة جديدة بعنوان " التوبة الى الله " تحميل مباشر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
>>> يامن تدعي محبته أين أنت من سنته ... ؟؟؟ :: الآسلاميات :: الآحاديث والسيرة المحمدية-
انتقل الى: